دائما إذا أردنا أن نعرف قصص السابقين نستمع إلى التاريخ وهو يحكي ولكن ماذا لو ذاكرة التاريخ قد خانته فنسى أحدهم؟

هذه قصة بطلين نسيها تاريخ مصر القديم ولكن ذكرهما نهر النيل فاستمعوا إليه وهو يحكي.

أنا نهر النيل شاب لا يشيب وصديق وفي، على شواطئي لا تنمو فقط زهور اللوتس أو نباتات البردي، بل على عليها نمت كل ممالك مصر القديمة فرأيتها وهي تنمو وتكبر بملوكها العظيم منهم والحقير حتى انتهت.

ظنوني بإله وما أنا بإله ولكن في أعماقي تمكث الذكرى إلى الآبد.

زارني كل أهل كمت رجالا ونساء وشباب وأطفالا وبين وجوههم رأيت وجهيهما.

(حور محب) و(تي) قصتهما نسيها تاريخ كمت وسأذكرها أنا، فأنا حي في كل حي وهما أحياء في أعماقي، لقد حكيت قصتهما على الأرض فأنبتت الزهور ونقشتهما على الصخر فأذابت الصخور. لم يكونا فرعونين ولم يكونا ملكين ولم يكونا فقط حبيبين بل كانا كاللؤلؤ الذي في أعماقي أنا، يا من تقصدون قصور الملوك فلن تجدوا بها غير الصدف بل أسالوني أنا فاللؤلؤ في أعماقي أنا. في رحلة حياتهما شمالا وجنوبا بين أقاليم كمت قد أذابا شواطئي أنا، وما بين عشقيهما وعشقهما ل (كمت) قد عشقتهما ومتيم بذكراهما أنا.

لقد غار منهما الفراعين وأحبهما الملوك الصالحين وتعلم منهما الحكماء والابطال والقادة الخالدين. لقد عاش حور محب وتي في سعادة وحكما ما يقرب من نصف أقاليم مصر القديمة متحدين، ولم يكتب أي منهما أسمه داخل الرموز الملكية كما فعل كل ملوك مصر السابقين واللحقين أو كما فعل حكام الأقاليم كتمييز لهم عن عامة الناس، ولم يكتبا اسمهما على أي مبنى ضخم قد شيدوه خلال سنوات حكمهما بل ولم يشيدا مقبرة ضخمة كبيره تحتوي على الكثير من الكنوز فكنزهم كان عملهم الصالح في الدنيا وليس ما اكتنزوه من ذهب وفضة للآخرة ولم يتول بعد وفتهما أي أحد من ورثتهما سواء تي أو ببي أو نيت الحكم.

لو كان اسمهما قد كتب لكتب بين المحبين ولو كانت قصتهما قد رويت في روايات العاشقين ولو ضرب للحب الطاهر مثل لكان حبهما رمزاً من أجمل رموز الحب. تسمت ملكات مصر القديمة باسم (تي) واتخذ أغلب القادة من أسم (حور محب) أسما لهم وقالت كمت القديمة ومصر الحديثة إنهما ولداي المخلدون في ذاكرتي وقلبي إلى أبد الدهر.

Sign up now to get the most out of Books2Read

Discover something great at Books2Read.

Thanks for signing up for Books2Read notifications!